ولادة الإنسان في وضع أفضل من وضع آخر كما يزعم البعض
وهناك اعتبار آخر وهو: أن يولد الإنسان في بيئة ويكون فاضلاً، ولكن لا يد له أيضاً في ذلك، وإنما هذا بسبب عرف باطل وليس بحق، وهذا كما قلنا في البراهمة، أو مثلاً في الفرس؛ فلو ولد وكان من أبناء كسرى فهو لا يد له في ذلك، وكونه كذلك لا يعني أن لهم فضلاً في الحقيقة على بقية الناس، لكن في واقع الناس في ذلك المجتمع أن لهم فضلاً، وهو في الحقيقة ليس له يد في ذلك، وإنما الناس كانوا يفضلون هذا النسب، وهو خطأ منهم، وليس هذا كالأول، فالأول له أصل من الدين، وأما هذا فهم جعلوه كذلك.
فهذه فالمسألة اعتبارية وليست حقيقة موضوعية، والأمثلة على ذلك كثيرة: سواء في اللون، أو في العشيرة، أو في الإقليم، أو ما أشبه ذلك، وهذا شبيه بالأحوال المعيشية؛ فإن الله سبحانه وتعالى جعل أناساً يولدون فقراء، وأناساً يولدون أغنياء، فهذا أيضاً مما لا دخل للإنسان فيه.. وهكذا.
وكذلك العلم الموروث، وهو غير العلم المكتسب، فالأهلية للعلم أيضاً متفاوتة، فمن الناس من أهله الله لذلك، ومنهم من لم يؤهله الله.